شيخي المفضل/القاضي أبو بكر ، رحمه الله رحمة واسعة .
لا أنسى تلك الأيام التي قضيناها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي مع شيخنا الجليل ، نتلقى منه العلم ونتربى بين يديه على الفضيلة ، والأخلاق الحميدة، ويبصرنا بما يدور حولنا وذلك كله في حصة النحو وفي ثنايا "الكلمة اسم وفعل وحرف" وكل ما علينا هو أننا نثيره بفتح موضوع من مواضيع السياسة ، وخاصة إذا كان هناك حدث جديد . وكنا ننتظر حصة النحو بفارق الصبر لنجد التحليل الصائب ، وخاصة آخر تطورات الحرب الصامة بين الشعبية وأهل كرن .
تنبأ فضيلته في بداية تسعينيات القرن الماضي وقال يا أبنائي لا تنتظروا من الجبهة الشعبية الخير "لا تجني من الشوك العنب" ، فالجبهة الشعبية ستعمل على تهجيركم بكل ما تستطيع . ويحكي لنا قصته مع الجبهة الشعبية في منتصف السبعينيات ، والحادثة يعرفها أهل كرن كلهم ، يقول جاءوا إلى بيته ليأخذوا حريمه لمهرجاناتهم وبرامجهم التي ينظمونها فرفض ذلك ومنع الجنود من تنفيذ ما أتو له ، ووصل الأمر إلى الضرب واعتقلوه وأوقفوا سيدنا القاضي في الحبس لمدة نصف يوم ثم أطلقوا سراحه . ثم استدعوه بالليل وقال له أحد مسئولين الجبهة الشعبية حينذاك "لا تسبب لنا الشغب والمشاكل، إذا لا يعجبك الوضع اذهب إلى السودان كما ذهب أولادك (يقصد جبهة التحرير)" . فكان رد القاضي الشجاع أنا وأولادي نذهب إلى السودان، السعودية، مصر، مصوع، عصب كلها بلادنا أما أنت "حبشتاي" ما الذي جاء بك من كبسا إلى هنا ؟! هذه بلادنا وإذا ما عجبناك فعليك أنت أن ترحل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق